حمد زينة الدنيا وبهجتها
فاضت على الناس والدنيا عطاياه
محمد رحمة الرحمن نفحته
محمد كم حلا في اللفظ معناه
المصطفى المجتبى المحمود سيرته
حبيب ربك يهوانا ونهواه
نور الوجود ووافي بالعهود سناً
لولاه ما ازدانت الأكوان لولاه
فجر الأنام ومصباح الظلام ومن
أدناه خالقه منه وناجاه
سل عن يتيم قريش عن مواقفه
كم قاوم الشرك فرداً كم تحداه
طفل يتيم أتى الدنيا فأنقذها
من الضلال فلا مال ولاجاه
طفل يتيم أتى الدنيا فحررها
من الجحود وكان الملهمَ الله
يهدي إلى الرشد والأيام شاهدة
ما خاب في دعوة الإصلاح مسعاه
--------------------------------------------------------------------------------
لغة الكلام كما رأيت على فمي
خجلى ولولا الحب لم أتكلم
يا مظهر التوحيد حسبي أنني
أحد الشداة الهائمين الحُوّم
ما حيلة الشعراء زاد غناؤهم
رهباً لدى هذا الجمال الأعظم
كل المعاني إن وُصِفتَ تضاءلت
وتحيّرت في كُنهك المتلثم
إن الذي سوّاك في تنزيله
وفّاك وصفاً بالثناء الأكرم
سبقت محبته مجيئك للورى
في عالم الغيب الكبير الأقدم
يا نور يوم وُلدت قامت عزّة
للأرض إذ أمست لنورك تنتمي
الكوكب الأرضيّ حين وطئته
أمسى حصاه يتيه فوق الأنجم
وعلى هدى الأقدار قام محمدٌ
لله فيه سرائر لم تُعلَم
متجرداً من كل جاه ظاهرٍ
وبغير جاه الله لم يستعصم
صلى عليه الله في سبُحاته
ما راح يجمع صحبه بتكتم
يمشي على حذر وينشر هديه
رشداً من الذكر العزيز المحكم
ما كان عن رهَبٍ ولا عن خيفة
لكن على قدَر خفي ملهم
حتى أفاض الله وانتشر الهدى
ومضى يهيب بكل قلب مسلم
ودعا فكان الله عند دعائه
يا هذه الدنيا لأحمد فاسلمي
وامشي وراء محمد وكفى به
نوراً يضيء هدىً لكل ميمِم
صلى عليه الله نوراً هادياً
متعبداً في غاره لم يسأم
--------------------------------------------------------------------------------
لله روضٌ به المختار يُسعدنا
بالكوثر العذب فياضٌ وزخّار
وجنة الخلد زُفت عند روضته
قلبي لها لمدى الأيام يختار
وقد جثوت بذل عند عتبته
إن الكريم لكسر القلب جبار
قد مسني مِن أليم البين يا أملي
وطال في الصدّ أزمانٌ وأعمار
فارفُق بقلبي وحاشا أن أضام إذا
كان الشفيع هو المختار والجار
وانظر إليّ بعطف منك يسعفني
فالغيث منك لقلب الصب مدرار
عليك مني سلام ملؤه شجن
ما غردت في سماء العشق أطيار
وللصحابة مني مهجةً صُرفت
للود والشوق هم في الدين أقمار
__________________